تقارير أممية تكشف عن شبكة دعم لوجستي معقدة للدعم السريع عبر دول الجوار وتساؤلات حول دور الإمارات

0

تقارير أممية تكشف عن شبكة دعم لوجستي معقدة للدعم السريع عبر دول الجوار وتساؤلات حول دور الإمارات

كشفت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة عن تفاصيل دقيقة ومعقدة للشبكة اللوجستية التي تعتمد عليها قوات الدعم السريع في السودان للحفاظ على قدراتها القتالية واستمرار عملياتها العسكرية. وتضمنت هذه التفاصيل تحديد طرق إمداد حيوية تمتد عبر الحدود مع دول الجوار، تشاد وليبيا، بالإضافة إلى وجود جسر جوي محتمل عبر مدينة نيالا الواقعة في إقليم دارفور.

وفي سياق متصل، أثارت وثيقة أخرى صادرة عن الأمم المتحدة تساؤلات جديدة وعلامات استفهام حول الدور المزعوم لدولة الإمارات العربية المتحدة في الحرب الدائرة في السودان، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي والدولي المتشابك والمتعلق بالصراع السوداني.

ويشير تقرير لفريق خبراء الأمم المتحدة، الذي من المتوقع نشره قريبًا – وقد حصلت منصة “سودان تربيون” على نسخة منه – إلى أن التحقيقات التي أجراها الفريق ركزت بشكل خاص على مطار أم جرس الواقع في دولة تشاد خلال الفترة الممتدة ما بين شهر مايو وشهر أكتوبر من عام 2024. وقد سعى الفريق إلى تتبع حركة الإمدادات والعتاد التي قد تكون متجهة إلى قوات الدعم السريع عبر هذا المطار الحدودي.

وقد تمكن فريق الخبراء الأممي من تحديد طرق برية محتملة تستخدم لنقل الإمدادات من منطقة أم جرس في تشاد إلى داخل إقليم دارفور السوداني. ومع ذلك، أشار التقرير بوضوح إلى أن الفريق “لم يتمكن من تأكيد عمليات نقل عتاد عسكري” بشكل قاطع من المطار المذكور حتى وقت كتابة هذا التقرير، مما قد يشير إلى صعوبة الحصول على أدلة دامغة أو إلى أن طبيعة الإمدادات قد تكون غير عسكرية بشكل مباشر.

ويلفت التقرير الأممي الانتباه إلى أن هذه الطرق البرية التي يعتمد عليها الدعم السريع واجهت محاولات تعطيل وإعاقة من قبل قوات متحالفة مع الجيش السوداني. وقد أطلق الجيش حملة عسكرية تحت مسمى “جبهة الصحراء” بدءًا من شهر يونيو 2024، واستهدفت هذه الحملة بشكل أساسي مراكز الإمداد التابعة لقوات الدعم السريع بهدف قطع خطوط إمدادها وتقويض قدراتها اللوجستية.

ورداً على هذه الضغوط والمحاولات لتعطيل طرق إمدادها، يشير التقرير إلى أن قوات الدعم السريع قامت بتعديل استراتيجيتها اللوجستية من خلال تطبيق نظام اللامركزية في تخزين الإمدادات، مما يعني توزيع المخزون على مواقع متعددة بدلًا من تمركزه في نقاط قليلة. كما أنشأت قوات الدعم السريع مركز قيادة لوجستي جديد في منطقة “بئر مرقي” الواقعة في شمال إقليم دارفور. وقد وُصف هذا المركز الجديد بأنه محور رئيسي للإمدادات القادمة من المناطق الشرقية في تشاد والمناطق الجنوبية في ليبيا، مما يؤكد على الاعتماد الإقليمي المتزايد للدعم السريع في تأمين احتياجاتها اللوجستية.

وتشير هذه التقارير الأممية إلى مدى التعقيد والتشابك في شبكات الدعم التي تعتمد عليها الأطراف المتحاربة في السودان، وتبرز الدور الحيوي الذي تلعبه دول الجوار في استمرار الصراع وتأثيره على الأمن والاستقرار الإقليميين. كما أن التساؤلات المتزايدة حول دور بعض الأطراف الإقليمية، مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، تزيد من الحاجة إلى تحقيق شفاف وشامل في جميع جوانب هذا الصراع الدامي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.